التعلُّم من الممارسة هو الأصل أما التعلُّم عن طريق الوصف اللفظي فهو البديل الذي بقي شديد النقص …….
رغم أن الجامعات في بريطانيا وفي كل العالم لا يمكن الوصول للأستاذية فيها إلا وفق ضوابط دقيقة بل جامدة ومتحجرة لكنها في حالات استثنائية تجد نفسها أمام صاحب كفايات علمية عظيمة بازغة هم بحاجة إليها لكنه لا يحمل أي شهادات ….
العالم جون هوبنكسون تعلَّم بالممارسة العملية في ورشة والده كل ما يتعلق بالكهرباء فصار خبيرا بها وكذلك الفيزياء وهي حالة تكررت في نجاحات جيمس وات ومايكل فراداي وتوماس إديسون والأخوان رايت وغيرهم ممن أثْروا الحياة الإنسانية وقدموا لها أروع الإنجازات ……
وهكذا كان شأن جون هوبكنسون تعلَّم من الممارسة في ورشة أبيه فاستحق لقب زميل وأستاذ في الهندسة الكهربائية كما بات عالما في الفيزياء وبمحض جهده الشخصي نال الزمالة من جامعة كامبردج وشغل منصب أستاذ في جامعة لندن ……
وقد مهَّدت بحوثه أمام استعمال الكهرباء في الحياة اليومية …..
بقي جون هوبكنسن أستاذا بجامعة لندن حتى عام 1898
يرى الفيلسوف فيكو: بأنك لا تفهم شيئًا حق الفهم حتى تقلبه على كل وجوهه وحتى تفككه وتعرف تفاصيل ما بداخله ومن هنا فإن الممارسة العملية هي الطريق الحقيقي للفهم والإدراك والتمييز والوضوح ………….
حين تعود لتاريخ العلوم سوف تجد أنه يتحدث عن جون هوبكنسون بأنه كان فيزيائيا ومهندسا كهربائيا بارزا وأحد أهم العلماء في مجال الهندسة الكهربائية شغل منصب أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة لندن وبقي أستاذا حتى وفاته عام 1898 كما كان مديرًا لمختبر سيمنز في الجامعة يُعرَف هوبكنسون بإسهاماته الرائدة في تطوير أنظمة توزيع الطاقة الكهربائية ودراسات الكهرومغناطيسية والكهرباء الساكنة وعمومًا فإننا أمام إنسان علَّم نفسه عن طريق الممارسة والشغف التلقائي بالمعرفة فصار عالمًا بارزًا تنوعت مجالات إبداعه إنه مثال لعبقرية الاهتمام التلقائي القوي المستغرق ……..

0