
في ظل تصاعد الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، يجد رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك نفسه في قلب عاصفة سياسية وتجارية قد تعيد تشكيل صورته كرجل نفوذ في واشنطن ورائد أعمال عالمي. فبينما يواصل الرئيس دونالد ترامب سياسة التصعيد الجمركي ضد بكين، تقف مصالح ماسك في الصين، وعلى رأسها مصنع “تسلا” في شنغهاي، مهددة بالتآكل تحت وطأة الرسوم والإجراءات العقابية.
تسلّط صحيفة مكة الإلكترونية الضوء على المشهد المعقّد الذي يواجهه رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، وسط تصاعد المواجهة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين في عهد الرئيس دونالد ترامب، حيث تتقاطع مصالحه التجارية الكبرى مع موقعه غير الرسمي كمستشار مقرب من الإدارة الأميركية.
وبحسب تقارير نشرتها الواشنطن بوست ونيويورك تايمز، فقد حاول ماسك مرارًا التدخل شخصيًا لإقناع ترامب بتأجيل أو تقليص التعريفات المفروضة على واردات البطاريات ومعادن التصنيع الدقيقة التي تعتمد عليها سيارات “تسلا”. ورغم علاقته المتينة بالرئيس، لم تلق مطالبه استجابة تُذكر، في ظل التوجه العام للإدارة الحالية نحو “حرب اقتصادية شاملة” مع الصين، يرى فيها ترامب وسيلة لإعادة التوازن التجاري وتعزيز الإنتاج المحلي.
لكن مأزق ماسك يتجاوز الحسابات المالية. فالرجل الذي يشغل أدوارًا استشارية داخل الإدارة الأميركية، ويبرم في الوقت ذاته عقودًا بالمليارات مع وزارة الدفاع عبر شركته “سبيس إكس”، أصبح موضع انتقاد من قبل مشرّعين أميركيين يرون في هذا التداخل بين النفوذ السياسي والمصلحة الخاصة حالة “تضارب مصالح صارخة” قد تستدعي تدقيقًا قانونيًا.
من جانبها، سلّطت صحيفة التايمز البريطانية الضوء على هذا التوتر، واصفة ماسك بأنه “الرجل الذي يقف على حافة السكين”، بين طموحه كرجل أعمال عالمي، وضغوط إدارة سياسية تتبنى توجهات قومية واقتصادية حادة. أما بلومبيرغ فاعتبرت أن أي مواجهة مفتوحة بين تسلا وقرارات ترامب قد تؤثر في موقع الشركة في السوق، وتثير مخاوف المستثمرين من مستقبل غير مستقر.
في خضم هذا المشهد المتشابك، تبرز المملكة العربية السعودية كطرف عقلاني يسعى إلى التهدئة، حيث دعت في محافل متعددة إلى عدم تسييس الاقتصاد العالمي، والحفاظ على استقرار الأسواق. وبحكم علاقاتها الجيدة مع واشنطن وبكين، ينظر إلى الرياض كقوة توازن محتملة في هذه المرحلة الحساسة من العلاقات الدولية.
وسط هذه التجاذبات، يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع إيلون ماسك أن يحافظ على توازنه بين عالم المال والسياسة، أم أن طموحه المتعدد الجبهات سيصطدم بحقائق الصراع الأميركي الصيني، ويضعه في مأزق لم يعرفه من قبل