أبرز الأخبار

الصين تعزّز تحالفاتها العسكرية في جنوب شرق آسيا.. قلق متزايد من تمدد النفوذ وسباق نفوذ إقليمي يشتعل

في تصعيد لافت يعكس إعادة رسم خريطة التوازنات الجيوسياسية في جنوب شرق آسيا، عزّزت الصين خلال الأيام الماضية من تحالفاتها العسكرية والإستراتيجية مع عدد من دول المنطقة، مما أثار قلقًا دوليًا واسعًا، خاصة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في المحيطين الهندي والهادئ.

وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” أن الصين قامت بتمويل تحديثات واسعة لقاعدة “ريام” البحرية في كمبوديا، وهي منشأة أثارت جدلاً منذ سنوات بشأن احتمال استخدامها لأغراض عسكرية صينية. وقد استقبلت القاعدة هذا الأسبوع أول سفن حربية أجنبية بعد تطويرها، في خطوة اعتبرتها كمبوديا محاولة لإظهار “انفتاحها على الشراكة الأمنية الدولية”، إلا أن مراقبين اعتبروها إشارة جديدة على تمدد النفوذ الصيني على السواحل الآسيوية.

في السياق ذاته، نقلت وكالة “رويترز” عن الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي، تو لام، تأكيده على رغبة بلاده في “تعزيز التعاون مع الصين في مجالات الدفاع والأمن والبنية التحتية”، وذلك خلال مباحثات رفيعة المستوى جرت مؤخرًا بين الطرفين، ما يضيف بعدًا جديدًا للشراكات الأمنية المتنامية للصين في منطقة بحر الصين الجنوبي.

وفي المقابل، بدأت دول مثل اليابان والولايات المتحدة بتحركات دبلوماسية وعسكرية مضادة، حيث تكثف واشنطن من مشاركاتها البحرية في المنطقة، وتعمل طوكيو على توسيع شراكاتها الدفاعية مع دول آسيان، في محاولة لموازنة الكفة أمام التمدد الصيني المتسارع.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه العلاقات الأميركية الصينية توترًا غير مسبوق، خاصة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تتبنى خطابًا حادًا تجاه بكين على المستوى التجاري والعسكري. ويخشى مراقبون من أن يؤدي هذا السباق إلى عسكرة المنطقة، وتفاقم المواجهة الجيوسياسية بين القطبين.

تسلّط صحيفة مكة الإلكترونية الضوء على هذا التحول الجيوإستراتيجي بوصفه جزءًا من صراع أوسع على النفوذ في القرن الحادي والعشرين، حيث أصبحت آسيا الميدان المركزي لتجاذبات القوى الكبرى، وسط محاولات من بعض الدول، ومنها المملكة العربية السعودية، للحفاظ على التوازن والدعوة إلى الحوار وخفض التصعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى