إن مدة حياة الإنسان رقم، ومعاملاتنا اليومية ما هي إلا أرقام، وعدد الخطوات رقم، والأوزان رقم، وعدد أفراد المجتمع رقم، وحتى أن الكون عمره رقم، لكن ما يستوقفنا هو رقم بعينه، إنه الرقم (7)، فهو عدد مهم وجوهري في بناء هيكل الكون وفي تكوين الإنسان، إنه لغز يثير الكثير من التفكير والتأمل.
يجب علينا أن نعترف أن الرقم (7) له دلالات مدهشة وعجيبة؛ فالطواف حول الكعبة سبعة أشواط، والسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، وعدد الجمرات التي تُرمى بها في الحج سبع حصيات، وسبعة يظلهم الله في ظله، ويُؤمر الطفل بالصلاة عند بلوغه سن سبع سنوات، وعدد تكبيرات العيدين سبعة، ناهيك عن عدد أيام الأسبوع سبعة، وعجائب الدنيا السبع، وألوان الطيف، وعدد البحار، والقارات، وغيرها، كلها شواهد ودلالات على رمزية الرقم (7) من بين كل الأرقام.
في كتاب بعنوان “إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم” لمؤلفه المهندس عبد الدائم صالح الكحيل، من مدينة حمص في سوريا.
عن الكتاب يقول المؤلف في مقدمته: إن الكتاب استغرق عشر سنوات من الدراسة المنهجية القائمة على أساس علمي متعمق، بينت الدراسة أن القرآن الكريم يحوي منظومة رقمية تعتمد على الرقم (7) ومضاعفاته.
فذكر المؤلف أن الرقم (7) تم ذكره في القرآن (27) مرة، مشيراً إلى أن: أول رقم ذكره الله في القرآن من بين كل الأرقام الحسابية هو الرقم (7).
ذكر المؤلف أن عدد السور من سورة البقرة، وهي السورة التي ذكر فيها الرقم (7) أول مرة، إلى سورة النبأ، وهي التي ذكر فيها الرقم (7) آخر مرة، وجد أنها تساوي (77) سورة، وهي من مضاعفات الرقم (7).
وأن عدد الآيات القرآنية من الآية الأولى، أي من قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم) [سورة البقرة: الآية 29]، إلى قوله تعالى في [سورة النبأ: الآية 12]: (وبنينا فوقكم سبعاً شداداً)، كانت المفاجأة أن مجموع عدد الآيات القرآنية تساوي تماماً العدد (5649) آية، وهو من مضاعفات الرقم (7)، إذ يساوي تماماً حاصل ضرب الرقم (7) في العدد (807).
في الكتاب الكثير من الشواهد والدلالات على الرقم (7)، ويقدم تفسيراً جديداً لسرّ الحروف المقطعة في القرآن الكريم وعلاقتها بالرقم (7)، وكلها دلائل على أن القرآن من عند الله، وأن الإنس والجن لا يمكنهم الإتيان بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً.