
في زيارة لوقف قدوتي الخيري بمقره في حي الشوقية بمكة المكرمة، لمست قدرات ومشاريع إبداعية فارقة عمّا ألفناه في برامج الأوقاف التي عرفناها سابقًا.
يختلف هذا الوقف فكرًا وأداءً، فهو يحمل رسائل حديثة تتوافق مع رؤية المملكة 2030 وتُنفذ بأساليب مبتكرة تُسهل وصولها للآخرين، وضمان استيعابها والاقتناع بها. لن أذهب بكم بعيدًا، فإن هذا الوقف يحتاج عدة مقالات لتوضيح مساراته وبرامجه الحديثة والمتنوعة.
ومن ضمن المبادرات لهذا الوقف:
- بناء الأسرة القدوة
- تعزيز القيم البيئية لبيئة مستدامة
- قيم ضيافة واستقبال يبقى لها أثر
- قيم الولاء والانتماء للقيادة والوطن
- تنمية القيادات في القطاع غير الربحي انسجامًا مع رؤية المملكة 2030
ولعلّ أهم ما في هذه المبادرات آليات التنفيذ المتميزة، والتي عمل عليها فريق الوقف بقيادة الدكتور المبدع أحمد هجران الغامدي، حيث كان نصيب وسائل التواصل الاجتماعي وافرًا في تنفيذها وإيصال رسالتها للجميع في داخل الوطن وخارجه.
ومن ضمن اهتمامات الوقف ومشاركاته نسلّط الضوء على مبادرة تعزيز القيم البيئية من أجل بيئة مستدامة.
يقوم الوقف بثلاثة مسارات: التثقيف، والتدريب، والتكريم، حيث يحاول الوقف تثقيف الأسرة بكيفية التعامل مع البيئة من حديقة المنزل، ثم الشارع، فحديقة المدينة، حتى تتسع الدائرة لتشمل المنتزهات والمحميات.
أما مسار التدريب، فقد أعد فريق الوقف برنامجًا تدريبيًا يهدف إلى تعريف المتدرب بكيفية التعامل مع مهددات البيئة والتلوثات البيئية، وكيفية المحافظة على البيئة للأجيال القادمة.
أما مسار التكريم، فيستهدف الوقف تكريم الناشطين والمهتمين في مجال البيئة، وإبراز جهودهم للمجتمع كافة.
وقد أُعجبت كثيرًا بمبادرة قيم ضيافة واستقبال يبقى لها الأثر، لأن المملكة يقصدها الزائر من كل فج عميق وبكافة المستويات المعرفية والعمرية، فكيف نكون مضيفين متميزين نترك أثرًا إيجابيًا عند الزائر؟
وقف قدوتي أعدّ لهذه المبادرة برنامجًا متكاملاً يقوم على التثقيف والتدريب والتمكين، ومما يُميز الوقف هو اعتماد برامجه وحقائبه التدريبية من خلال المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، واستفادته من وسائل التواصل الاجتماعي من خلال فريق متخصص في المجال يصنع الفارق ويؤثر.
فعلاً، عندما تكون الرؤية والرسالة واضحة، وخلف بناء الاستراتيجيات عقول ناضجة ومبدعة، تكون الثمرة عملاً مميزًا.
ولعل كلمة شكرًا لا تفي القائمين على هذا الوقف، كتب الله أجرهم وأمدّهم بعونه.
• تربوي متقاع