عام

زيارة تاريخية للمنطقة الشرقية!!

بدعوة كريمة من أصحاب المعالي الدكتور محمد العوهلي، والدكتور سعيد آل عمرو، قمتُ بزيارة المنطقة الشرقية، ولمدينة الخبر الجميلة بوجه الخصوص، بعد آخر زيارة لي كانت بغرض إلقاء بحث إحصائي ورئاسة جلسة في مؤتمر العلوم الأول، الذي أُقيم بجامعة البترول والمعادن في عام 2001م.

شرفتُ في هذه الزيارة بلقاء العديد من الزملاء من أصحاب المعالي والسعادة، منهم معالي الدكتور عبد الله الربيش، ومعالي الدكتور عبد العزيز الساعاتي، ورئيس جامعة الأمير محمد بن فهد الدكتور عيسى الأنصاري، وغيرهم.
كانت الزيارة فرصة لاستعادة الذكريات التي جمعتنا في اجتماعات مجلس التعليم العالي سابقًا، ولقاءات ينبع لقيادات التعليم الأكاديمية، التي كانت تُقام سنويًا تحت إشراف جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بقيادة معالي المدير القائد أخي الدكتور خالد السلطان.

في هذه الزيارة، عادت بي الذاكرة إلى أكثر من أربعة عقود، عندما ذهبتُ إلى الظهران للدراسة في كلية البترول والمعادن، قبل تحويلها إلى جامعة باسم الملك فهد – رحمه الله.

أذكر أنه بعد تقديم مستنداتي لإدارة القبول في الجامعة، تم إسكاني في سكن الطلاب – اللاينات – أسفل قمة الجبل الذي يقع عليه مبنى الجامعة، وأذكر أنني قابلت بعض الزملاء من خريجي الثانوية الذين تم قبولهم في تلك السنة من مكة المكرمة، منهم عبادي برناوي، ومحمد الميرابي، وحسن بابطين، وغيرهم من الزملاء.

في اليوم الثاني من الزيارة، قمتُ برفقة معالي الدكتور محمد العوهلي وابنه المهندس عبد العزيز العوهلي، بزيارة إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وقدّم معاليه شرحًا كاملًا عن الجامعة، فقد كان أحد أبنائها طالبًا وأكاديميًا، بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية من جامعة ديوك بولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية.

زرنا وادي الظهران للتقنية التابع للجامعة، وقدم معاليه شرحًا عن براءات الاختراع، وحدائق المعرفة، والمخرجات الإبداعية التي قام بها الوادي، والتي تم تسجيلها في مكاتب تسجيل البراءات الأمريكية، وتم تحويل العديد منها إلى منتجات تُسوّق من قبل الشركات الناشئة في الجامعة.

ومن الأشياء الجميلة في هذه الزيارة، كانت زيارة نموذج أول سكن للطلاب في الجامعة، والذي كنت أحد نزلائه قبل أكثر من أربعة عقود.
والأجمل أن الوحدة السكنية رقم (618)، التي كنت أحد ساكنيها، لا زالت قائمة ضمن الوحدات التي تُركت كصورة قديمة تمثل بدايات إنشاء الجامعة، مقارنةً بالسكن الطلابي الحديث المقام حاليًا، والذي تتوفر فيه جميع وسائل الراحة.

تذكرتُ مطبخ الوحدة السكنية رقم (618)، وأول وجبة “سليق” قمتُ بإعدادها للزملاء في الوحدة. كما تذكرت الطريق الرابط بين الظهران والخبر، والذي كنت أقطعه نزولًا إلى الثقبة على الدراجة الهوائية، وأعود حاملاً الدراجة على كتفي لشدة الحرارة والرطوبة، التي كانت تصل إلى درجة الاختناق.

وأخيرًا، قمنا بزيارة أول مبنى أُقيم في الجامعة، والذي أُقيم أمامه حفل افتتاح كلية البترول والمعادن، بحضور جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله – في فبراير عام 1965م، وقد ألقى حينها كلمة الافتتاح معالي وزير البترول الأستاذ أحمد زكي يماني – رحمه الله.

وفي اليوم الأخير، قمتُ مع الأهل بزيارة الواجهة البحرية في الخبر، وكذلك شاطئ نصف القمر، ومركز الظهران التجاري، وغيرها. وقد شاهدتُ التطور الكبير الذي حصل في هذا الجزء الغالي من مملكتنا الحبيبة، مقارنةً بالصورة الذهنية السابقة عن هذه المنطقة.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى