
همس الحقيقة
أتفهم جيدًا مدى حرص أعضاء لجنة التوثيق على أداء مهام عملهم على أكمل وجه مهنيًا، مع التزامهم بقدر كبير من “الأمانة” التاريخية وتقدير حجم “الثقة” التي وُضعت فيهم من قبل أعضاء الجمعية العمومية، وهذا الحرص له مدلولاته الكبيرة الساعية إلى تحقيق النجاح الكامل عبر “توثيق” مُقنن بمعلومات صحيحة دون تكرار الأخطاء الفادحة جدًا التي وقعت فيها اللجنة السابقة، مما أدى إلى إلغائها بقرار وزاري، وإلغاء أيضًا كافة نتائجها.
ولكن هناك من يرى أن هذا الحرص زاد عن حدّه، مما أثار الكثير من علامات الاستفهام والتعجب بما تحمله في طياتها من زوابع وتكهنات، حيث إنني حقيقة لم أستطع فهم واستيعاب مسببات كل هذا “التمطيط” في الوقت، فما زالت اللجنة تعقد اجتماعاتها المتتالية، وترسل للأندية بين حين وآخر استفساراتها، وبالتالي إلى يومنا هذا غير قادرة على إعلان النتائج النهائية لهذا التوثيق، الذي ربما أرى من طول مدته – والذي قارب السنتين تقريبًا – أنه سوف يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
• إن مرجعية اللجنة معروفة: كيف ومن أين تستقصي كافة المعلومات والمصادر “الموثوقة” التي تُبنى على ضوئها النتائج الأخيرة التي توصلت إليها وفق حقائق مُثبتة، إلا إذا كانت اللجنة تسعى بشكل أو آخر إلى إرضاء كل أو بعض الأندية، ولو فعلت ذلك، أخشى ما أخشاه أن تقع في نفس الأخطاء التي وقعت فيها اللجنة السابقة التي حرصت على إرضاء نادٍ واحد على حساب بقية الأندية، وهذا ما جعل البعض يرى نتائجها مرفوضة وغير “موثوق” فيها، ولا حتى في أعضائها، وبالذات رئيسها، وبالتالي تم “حلها” وعدم الاعتراف بكل ما قدمته تحت مسمى “توثيق البطولات”.
• اللجنة الحالية التي تم انتخابها من أعضاء الجمعية، ومن انضم إليها من أعضاء آخرين، أعلم أنهم محل الثقة التي وُضعت فيهم، وأعلم حجم الجهد الجبار الذي يقومون به من أجل توثيق كل البطولات لكافة الأندية منذ أول بطولة رسمية أُقيمت على مستوى الدوري والكأس في كرة القدم بكافة مسمياتها، وغيرها من بطولات ودية.
إلا أن تأخير النتائج كل هذه المدة الطويلة، ثم ما سمعته على لسان أحد أعضائها الأستاذ عبدالإله النجيمي في حواره الحصري مع الزميل العزيز عبدالرحمن الحميدي ببرنامج “دورينا”، إضافة إلى ما جاء من احتجاج عنيف من ممثل نادي الشباب فارس العلياني، يعطي انطباعًا سلبيًا عن عمل اللجنة، ويُفهم أن سبب كل هذا التأجيل والتأخير ليس رغبة في التأكد من كل معلومة ترد للجنة، إنما غايتها إرضاء أندية معينة، ليصبح دور اللجنة أشبه بمهمة “التوفيق” الذي يجعل اللجنة في مأمن من أي احتجاجات أو اتهامات أو مخاوف تؤدي إلى الطعن في نتائجها. فإنها في هذه الحالة إذا استسلمت لهذه المخاوف، لن تسلم من انتقادات تلومها على هذا “التوفيق” المرفوض، مهما كانت مبرراته وأعذاره.
• أرجو أن لا يُفهم من رأيي هذا أن القصد منه التقليل من الجهود الجبارة التي تقوم بها اللجنة، بقدر ما هو تنبيه وتحذير من إعلام تعوّد ناديه على “الدلال”، حيث إنني على يقين تام أنه سوف يُشكك في نتائج هذه اللجنة، ومحاولة “الاصطياد في الماء العكر” كحالة انتقامية لعمل لجنة يصفها بـ فاشلة كانت “تسرح وتمرح” في كل ما يساهم في “فخفخة” ناديهم.
وأكبر دليل على هذا الإعلام “المضلل” ما يقوم به حاليًا من حملة تضليل و”تشكيك” في قدرات الحكم السعودي، حتى الحكم الأجنبي لم يسلم من أذيتهم وأكاذيبهم