
في موسم يبدو صعبًا على نادي الوحدة السعودي، يسطع نجم عبد العزيز نور بشكل لافت، حيث يقدم أحد أفضل مستوياته الكروية منذ انطلاق مسيرته. فالجناح الأيمن صاحب الـ26 عامًا بات يشكل أحد أبرز عناصر الفريق، ويبدو أن موسم 2025 قد يكون نقطة التحول الكبرى في مسيرته، وربما الانطلاقة الحقيقية نحو مستويات أعلى سواء من حيث الانتقال لنادٍ أكبر أو الانضمام إلى المنتخب السعودي بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، الذي يبحث عن دماء جديدة تعيد للأخضر بريقه في الطريق نحو كأس العالم 2026.
أرقام تؤكد الفعالية
شارك عبد العزيز نور هذا الموسم في 13 مباراة بقميص الوحدة، بدأ منها كأساسي في 7 مواجهات، وخاض خلالها 682 دقيقة، بمعدل يقترب من 52 دقيقة في كل مباراة. ورغم أن عدد الدقائق لا يعكس تواجده الدائم، إلا أن ما قدمه خلالها يُظهر فعالية هجومية واضحة؛ إذ سجل 4 أهداف، جاءت جميعها من داخل منطقة الجزاء، وهو ما يُعد مؤشرًا قويًا على حسه التهديفي العالي وقدرته على التمركز في المساحات الخطرة، رغم أن مركزه الأساسي هو الجناح الأيمن. فهذا النوع من التحرك يعكس وعيًا تكتيكيًا متقدمًا، وقدرة على قراءة اللعب بشكل يجعله دائمًا قريبًا من مرمى الخصم في اللحظة المناسبة.
الأهداف توزعت بطريقة تؤكد تنوعه التهديفي؛ هدف بالرأس، وآخر بالقدم اليمنى، وهدفان بالقدم اليسرى، وهو ما يعكس مرونة فنية وتعددًا في الحلول داخل منطقة العمليات.
تحركات ذكية وقراءة للمواقف
وفقًا لإحصائيات موقع “سوفا سكور”، لم يهدر عبد العزيز نور أي فرصة محققة للتسجيل طوال دقائق مشاركته هذا الموسم، ما يعكس هدوءًا وثقة في الثلث الأخير، ويؤكد جودة اتخاذه للقرار أمام المرمى. كذلك، تصل نسبة تحويله للفرص إلى أهداف إلى 14%، وهي نسبة عالية تعزز من قيمة ما يقدمه هجوميًا.
إلى جانب ذلك، تبلغ نسبة تمريراته الحاسمة لزملائه 0.5 في المباراة، وهو رقم مرتفع بالنظر إلى عدد دقائق مشاركته، ويؤكد أنه لا يكتفي بدور المُنهي للهجمة، بل يملك القدرة على صناعتها أيضًا.
العيب الظاهري… والرقم الذي يغيّر الصورة
رغم أن عبد العزيز نور يُسجل معدل فقدان للكرة يصل إلى 7.5% في كل مباراة، وهو ما قد يُنظر إليه كعيب واضح، إلا أن تحليله في سياق أدواره الهجومية يعطي الصورة أوضح. نور يمتلك معدل مراوغات يبلغ 0.7 في المباراة، وهو رقم مرتفع جدًا، ويؤكد أنه لاعب مبادر يسعى لكسر الخطوط، ويغامر بالتقدم الفردي لخلق الأفضلية. وبالتالي، يمكن القول إن هذه النسبة العالية من المراوغات تُبرر نسبة فقدانه للكرة، بل وتُظهر جرأة هجومية مطلوبة في مركزه.
وربما تكون النصيحة الأهم له هي تقليل طلب الكرة خارج منطقة الجزاء، لأن ذلك قد يضعه في مواقف تتطلب مراوغة غير ضرورية، بينما قوته الحقيقية تكمن في التحرك بدون كرة والتواجد داخل الصندوق. وإذا ما ركز أكثر على التمركز الذكي وقلل من استلام الكرات في العمق البعيد، فقد يتحول هذا “العيب” إلى نقطة قوة إضافية.
حضور بدني وشخصية واضحة
بدنيًا، يُعد عبد العزيز نور من اللاعبين الذين يتمتعون بصلابة واضحة، وتمنحه قوته الجسدية أفضلية كبيرة في الالتحامات، سواء الأرضية أو الهوائية، حيث تبلغ نسبة تفوقه في هذه المواجهات نحو 41%. كذلك، شخصيته الحاضرة على أرض الملعب واضحة من خلال متوسط لمساته الذي يصل إلى 23 لمسة في المباراة، وهو رقم مرتفع إذا ما قورن بعدد دقائق مشاركته، ما يدل على لاعب يطلب الكرة بثقة ويتحمل المسؤولية. أما دقة تمريراته فبلغت 76%، وهي نسبة مقبولة تُظهر توازنًا جيدًا في الأداء.
المنتخب قد يكون المحطة التالية
رغم تراجع أداء نادي الوحدة هذا الموسم واحتلاله المركز الخامس عشر برصيد 26 نقطة، فإن أداء عبد العزيز نور الفردي يجعله من أبرز الأسماء التي يُتوقع لها مستقبل واعد، سواء على مستوى الأندية أو مع المنتخب الوطني. وفي ظل التوجهات الحالية للمدرب هيرفي رينارد لإعادة بناء المنتخب الوطني بعناصر شابة وقوية بدنيًا وتكتيكيًا، فإن عبد العزيز نور قد يكون ضمن الأسماء المطروحة في المرحلة القادمة، خاصة إذا واصل تطوره بهذا النسق.

نجم في طور التشكل
عبد العزيز نور لاعب يجمع بين الذكاء التمركزي، والتنوع في إنهاء الهجمة، والقوة البدنية، والقدرة على المراوغة والاختراق، فضلًا عن شخصية حاضرة داخل الملعب. وإذا ما استمر على هذا الطريق، مع تحسين تفاصيل بسيطة في قراراته التكتيكية، فإن انتقاله إلى نادٍ كبير أو انضمامه لصفوف المنتخب الوطني لن يكون سوى مسألة وقت.