قناديل مضيئة
يُفسد بعض الآباء والأمهات العاملين فرحة أبنائهم بقدوم والديهم – أو أحدهما – إلى المنزل بعد يوم عمل خرجا فيه منذ الصباح الباكر طلبًا للرزق، وسعيًا لتوفير احتياجات الأسرة والأبناء، في يومٍ مليءٍ بالأحداث قد يتخلله الكثير من المصاعب والمتاعب، التي قد تُلقي بظلالها على الحالة المزاجية للشخص، وتؤثر عليه سلبًا طيلة يومه، وتلاحقه المتاعب حتى داخل أسرته، وبين أطفاله الذين كانوا في شوقٍ للقائه، وفي انتظار عودته ليأنس الجميع بجو العائلة المنتظر، الذي يجد فيه الأبناء الدفء والطمأنينة.
وما زلتُ أتذكّر الكثير من الأهازيج والأغنيات التي يتغنى فيها الأطفال بعودة والدهم للمنزل، فرحين مسرورين… إن إفساد هذه الفرحة وقتلها في نفوس أطفالنا من الأمور المُحبِطة، والتي تنعكس سلبًا على صحة أبنائنا النفسية، وحياتهم الاجتماعية.
فنجد البعض يدخل بيته عابس الوجه، منهك القوى، وربما تلاحقه متطلبات العمل بالرد على الاتصالات، ومتابعة الإيميلات، متشاغلًا عن أسرته، متناسيًا أبناءه الذين في انتظاره.
يجب على الوالدين – عند العودة إلى المنزل – إلقاء المشكلات، وتناسي الأزمات، والبعد عن ذكر المتاعب والصعوبات، والإقبال على الأبناء بالابتسامة والشوق، ومبادلتهم فرحة اللقاء.
وجميلٌ أن تكون هناك مفاجأة سارة بين الحين والآخر – مهما كانت بسيطة – كإحضار قطعة من الشوكولاتة، أو بالون، أو ما شابه ذلك من الأمور البسيطة جدًا، التي سيكون أثرها كبيرًا، ووقعها في نفس الطفل جميلًا.
إن مجرد الدخول للمنزل يعني أن وقت العمل قد انقضى، وانتفى ما فيه من ضيق وكدر، وجاء وقت الأسرة والأبناء، فلهم حقوق يجب أن يأخذوها: من الابتسامة، والملاطفة، والملاعبة، والجلوس معهم، والاستماع إليهم، ومعالجة مشاكلهم، ومبادلتهم الحب، والشوق للّقاء.
فلا تُفسدوا فرحة أطفالكم… فهم في غاية الشوق لكم.
نبض طفل
يا أبي حلوَ المحيّا
ضمّني ضمًّا قويًّا
ضمّني ما زلتُ طفلًا
يا أبي، واهمس: “بُنَيَّا”
أنت كفٌّ من عبيرٍ
تمسحُ الجُرحَ الطريّا
أنت كفٌّ من عبيرٍ
تغرسُ الوردَ النديّا