المحليةالمقالات

دوام شتوي .. في مدينة طقسها حار !!

لا نشك في سلامة نية مسؤولي إدارة التربية والتعليم بمنطقة مكة ( العاصمة المقدسة ) في اتخاذ القرارت والتي تصب في المصلحة التعليمية عادةً ، إلا أن عدداً كثيراً من أولياء أمور الطلاب والتربويين تعَجبوا من واستهجنوا قرار تغيير الدوام الصيفي لمدارس البنين في مدينة طقسها حار أصلاً ! ومكمن التعجب كون الدوام السابق كان قد تم تثبيه في السنوات الأخيرة عند الساعة السابعة للطابور الصباحي ، والسابعة والربع لبداية الحصة الأولى ، كدوام موحد لمنطقة مكة ، بما فيها مكة وجدة وضواحيها .

وقد تفاجأ المعلمون والطلاب وأولياء الأمور بتغيير الدوام مطلع عودتهم للدراسة بعد إجازة الحج في يوم 22 ذي الحجة لـ ( 7,15 للطابور الصباحي ، و 7,30 لبداية الحصة الأولى ) دون اعتبار لأخذ رأي منسوبي المدارس من إداريين ومُعلمين وطلاب وأولياء أمور ، ولأن كل هؤلاء شركاء في القرارات مع مسؤولي إدارة التربية والتعليم ، فلِمَ لم يؤخذ برأيهم ؟! ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث ، في إصرار عجيب وغريب في تأصيل المركزية والفجوة الكبيرة بين المدارس وإدارة التربية والتعليم في مثل هكذا قررات !

منسوبو المدارس من إداريين ومُعلمين وطلاب ، وحتى أولياء الأمور لم يعودوا كما كانوا سابقاً لا يفقهون شيئاً ، ولا يُدركون ما يدور حولهم ، الأمر الذي يجعل بعض مسؤولي التربية يتصرفون ويُقررون ويصدرون القرارات بدلاً عنهم ، فيجب عليهم أن ينظروا إليهم على أنهم شركاء في التربية ، وهذا ما يؤكده مسؤولي التربية والتعليم في كل مَحفل يجتمع فيه التربويين ، إلا إذا كان لمسؤولي إدارة التربية والتعليم للبنين بمكة رأي آخر ومُخالف لسياسة مسؤولي التربية في ضرورة إشراك منسوبي المدارس وأولياء أمور الطلاب ، فذلك أمرٌ آخر ، ويحتاج إلى وقفات أُخرى !!

[COLOR=crimson]مكة المكرمة [/COLOR]حرسها الله تعالى ، والذي تشرفنا بالسُّكنى فيها هي من المدن الحارة جداً ، ولذلك حينما تجتاحها موجة برد ، فهي شبه مؤقتة لأيام معدودة فقط ، وينتهي زمن البرد ، الأمر الذي يجعل البرد يَمُرُ مروراً عابراً ، لا يستدعي معه أن يُغير الدوام الماضي إلى الحالي بحجة أنه دوام شتوي ، وهو ليس كذلك ، إذ أن من طبيعة مكة المكرمة أن أغلب أيامها وفصولها حارة ، فِلِمَ التغيير إذن ؟! سيما أن مُحافظة جدة ـ بحسب علمي ـ ما زالت باقية على نفس تثبيت الدوام السابق ، والذي تم الإعلان عنه تقريباً في العام الدراسي 1428 / 1429هـ ، كدوام موحد لكل السنوات القادمة .

وعليه ، نتمنى من مسؤولي إدارة التربية والتعليم بالعاصمة المقدسة ، والذين يمثلون منطقة مكة ككل ، أن يُعيدوا النظر في الدوام الشتوي الحالي ، ولأنه لا يتناسب مع طقس وأجواء مكة الحارة ، والتي يَعتيرها البرد لأيامٍ معدودةٍ فقط ، إضافةً إلى أننا نتمنى عليهم أن يُشركوا التربويين من منسوبي المدارس والإداريين والطلاب وأولياء أمورهم ، ولأن مثل ذلك القرار يهمهم ومن صميم عملهم ، فِلِمَ يتم تجاهلهم ولا يؤخذ برأيهم ؟ والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى