أسامة زيتونيالمقالات

باعة جائلين ولكن نظاميين

خطوة انسانيه وايجابية أقدمت عليها وزارة الشؤون الاجتماعية حينما نفذت مشروع (مجمع باعة السواك)  بالمنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام بمكة المكرمة والذي سيتم من خلاله انشاء أكشاك منظمة لباعة السواك وبطرق حضارية جميلة تساهم في احياء هذه السنه النبوية الطاهرة إضافة لكونها ستوفر فرص عمل للمواطنين وتقضي علي ظاهرة افتراش الطرقات وغير ذلك من الإيجابيات العديدة لهذه الخطوة.
كما أحسنت وزارة الشؤون الاجتماعية حينما أعلنت انها ستتحمل كافة التكاليف والرسوم من كهرباء وغيرها لان ذلك ياتي ضمن الخدمات المساندة للضمان الاجتماعي من اجل دعم فئة المستفيدين اضافة الى القضاء على الظواهر السلبية ولما في ذلك من دعم ومساندة لهذه الفئة وتعاون على البر والتقوى.
وليت الجهات الأخرى ذات العلاقة تحذو حذوها وتنهج نهجها تجاه ظاهرة الباعة الجائلين التي اصبحت تشكل خطراً اجتماعياً واقتصادياً وتحدث خدشاً حضارياً ، فالباعه الذين ينتشرون بأعداد غفيرة في الشوارع والطرقات – خاصة في المواسم – يتسببون في ضيق الشوارع والممرات وعرقلة حركة المشاه ومضايقة المصلين ناهيك عن مضايقة أصحاب المحلات النظاميه كون هؤلاء الباعة لايتحملون مصاريف ايجارات او كهرباء او أي رسوم اخرى وذلك ما يجعلهم يبيعون بأي أسعار، فما ذنب أصحاب المحلات النظامية الذين يتحملون مصاريفاً باهظة.

ولا أعتقد أن الحل بالنسبة لهؤلاء الباعة الجائلين هو مطاردتهم أو ملاحقتهم والقبض عليهم ومصادرة بضائعهم خاصة إذا كانوا من أبناء الوطن الكرام والذين لايجدون سوى هذا العمل لكي يقتاتون منه ويسدون حاجتهم وحاجة أسرهم من غير مسألة.
فهؤلاء لا يجب أن نمنعهم أو نكافحهم بل يجب أن نمد لهم يد العون ونساعدهم على كسب رزقهم بطرق مشروعه ومنظمة.

فلماذا لا تقوم الجهات المسئولة كوزارة العمل ووزارة التجارة ووزارة الشئون البلدية والقروية بدراسة وضع الباعة الجائلين بحيث يتم تحديد أماكن مخصصه لهم مع تحديد نوع النشاط المناسب في كل مكان ومقابل رسوم رمزيه ، وليست بالضرورة أن تكون تلك المواقع محلات أو دكاكين ،فمن الممكن أن تكون أكشاك أو مباسط صغيرة أو حتى (دِكك) على الأرصفه يتم تصميمها بطرق جمالية منسقه بحيث تعكس صورة حضارية جميلة ولاتشكل مضايقة للمشاة أو السيارات ولا تتسبب في الإضرار بأصحاب المحلات.
وفي ذلك القضاء على جزء كبير من البطاله، وفتح مجالات جديدة وفرص للعمل أمام شباب الوطن الراغبين في ممارسة الأعمال الحرة ، إضافة إلى الحد بشكل كبير من انتشار ظاهرة الباعة الجائلين العشوائية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مبـآدرة رائعة ونقطة تحسب لوزارة الشؤون الاجتماعية لو تم تطبيق ذلك

    ومن وجهة نظري اراه حل مرضي ومفيد لكلا الطرفين .. واستغلوا عملهم الاجتماعي استغلال ممتاز..

    نتمنى ان نرى ثمار هذه الفكرة قريبا جدا..

    وان باقي الوزارت تستفيد من هذه البادرة ..

  2. في الأول والأخير لا بُد من إيجاد حلول بدلاً من ترك الحبل على الغارب لهؤلاء الباعة المتجولين ومن ثم نتفرج على تلك المهازل في شوارعنا أمام الزوار والمعتمرين في كل عام ، التي معها اصبحت الجهات المعنية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تفقد شخصيتها ولم يُعد لها تلك الهيبة 0 والأخ عبدالله الزيتوني طرح حلول مهمة جداً جديرة بالأخذ في الاعتبار وتنفيذها 0

    شكرا استاذ عبدالله على هذا المقال الرائع والجدير بالاهتمام

    تحياتي لك

  3. مقترح جميل جداً ومعقول يا أخ / اسامة زيتوني… ولكن المشكلة لو تم عمل اكشاك

    أو دكاك صغيرة المساحة مثلاً. كيف تضمن بأن هذه الاكشاك لايتم ايجارها للمقيمين

    من قبل المواطنين… على العموم مقترح جيد جداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى