المحليةالمقالات

قرارات صائبة

بطبيعة الحال مثلما الصحافة والكاتب ينتقدان وجود بعض القرارات ، يجب عليهما الإشادة ببعض القرارات ، أما الانتقاد فقط ، دون الإشادة بالإيجابيات والكتابة عنها ، يعتبر عاااااارٌ على الصحافة والصحفيين ، ولأن الصحافة مرآة المجتمع ، وواجبها أن تنتقد إذا تطلب الأمر الإنتقاد ، وبالمقابل تشيد إذا تطلب الأمر إشادة .
ولذلك وددت اليوم أن أشيد بقرارين من أفضل القرارات الإيجابية ، وهما : قرار إغلاق المحلات عند الساعة 12 ليلاً ، والآخر تغيير أسماء المحال الأجنبية ، والذي بدأ يؤتي أكله الآن .

بالنسبة للقرار الأول وهو [COLOR=crimson]قرار إغلاق المحال التجارية[/COLOR] ، فهو من أفضل القرارات التي اتخذت مؤخراً ، وذلك لما لهذا القرار من مردود إيجابي يشعر سكان المدينة ” مكة ” والقادمين إليها أن هناك نظاماً يجب أن يتبع ، منعاً للسهر ، والذي كان يقتصر على شهر رمضان المبارك والصيف فقط ، وأخذ يتمدد حتى وصل إلى كل شهور السنة ، وهذا مؤشر خطير على إنقلاب الفطرة بجعل الليل للسهر المتواصل ، والنهار للنوم العميق المتواصل ، ما يجعل الحياة تتعطل ، وذلك مُخالف للفطرة السوية ، والذي ذكرها القرآن الكريم ” وجعلنا الليل لباسا ، وجعلنا النهار معاشا ” ( سورة النبأ ) .

ولذلك جاء تأييد القرار من كثير من الناس لضبط الحياة الليلية أشبه بالصاخبة ، وذلك الأمر معمول به حتى في كثير من لدول المجاورة وبعض الدول الأوروبية ، بل بعضهم يغلقون المحلات عند الساعة 11 ليلاً ، وبطبيعة الحال تستثنى بعض المراكز التجارية الكبيرة والتي غالباً تكون في كل حي منها اثنين فقط ، إضافةً لبعض الصيدليات على أن تكون في كل حي واحدة أو اثنين ، وذلك للحالات الطارئة لكل ذلك .
ولقد رأيت بعض المحال تغلق أبوابها قبل الساعة 12 ، كأن تكون 11.30 مثلاً خوفاً من التأخير في الإغلاق والذي سوف يعرضه للمسألة والغرامة وربما الحجز لمدة 24 ساعة !! جميل أن تحترم القرارات ، ولكن الأجمل أن نتقيد بها ، والأروع من ذلك تفعيلها كما يجب كما هو الحاصل الآن .

إضافةً إلى ما سبق أيضاً [COLOR=crimson]قرار تغيير الأسماء الأجنبية للمحالات وقاعات الأفراح وغيرها[/COLOR] ، والذي أصدره أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، والذي أمهل المحلات والمنشاءات 6 أشهر ، لتصحيح وضعها ، ولقد رأينا ردة الفعل من كثير من المحال وقاعات الأفراح والتي غيرت مُسمياتها إلى أسماء عربية ، لأنهم يعرفون صرامة قرار أمير مكة وتفعيله للقرارات التي يصدرها على الفور استجابوا ، فهذا والله ما يثلج الصدر ويبهج بمثل تلك القرارات والتي تصب في مصلحة الحفاظ على الهوية اللغوية للغتنا العربية الخالدة ، إضافةً إلى وجوب احترام الأنظمة والتقيد بها وعدم التهاون في تطبيقها وتفعيلها ، ولأن ( الأمة التي لا تفتخر بلغتها ، ولا تعتز بها لا مكان لها بين الأُمم !! ) .

فالغريب أننا نجد بعض الأوربيين يُنافحون ويُسنون القوانين تلو القوانين للحفاظ على لُغتهم ـ وهذا حق من حقوقهم ـ كفرنسا والنرويج ، وبريطانيا ، واليابان وغيرها من الدول ، فما بالكم بنا نحن ، والتي لُغتنا هي أفضل لغة وأكرم لغة ، كيف لا ؟ وهي لغة القرآن الكريم ، والذي زادها تشريفاً وتعظيماً ومهابةً ، وسأقتصر بمثال عن فرنسا فقط ، فهي تسن عقوبة لمن يكتب بغير لغتها بالسجن والغرامة وأحياناً بهما معاً لمن يكتب في معاملاته أو في أروقة شركته أو متجره بغير اللغة الفرنسية ، والعقوبة تصل لأكثر من عشرة آلاف فرانك فرنسي ، والسجن لمدة عامين !! ( انظروا للعقوبة المُغلظة والتي تجعل الجميع يرتدع ، وللنظر لبعض عقوبات البلديات ، غرامة لا تتجاوز 500 ريال ، وإغلاق المحل ليومين !! يعني بطريقة غير مباشرة افعل ما بدا لك !! ) ولكن إن شاء الله ذلكما القرارين يؤتي أكلهما وقد نراهما واقعاً حقيقياً في جميع مُدن بلادنا الحبيبة بعون الله تعالى ، ويكون تفعيلهما تفعيلاً حقيقياً لا صورياً ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى