بعيداً عن الرقابة ومؤثرات الصوت والكاميرات راجع الشاب الفقير نفسه خوفاً من أكله قضمة من تفاحة خوفاً من الله ثم يعود ليلتقي بصاحب البستان ليبدي ندمه عن ما بدر منه حين اعتصره الجوع، وقضاء نهاره بحثاًعن تأمين لقمة العيش والرزق، وهربا من فعل المنكر
ومع اعتراف الشاب عن فعلته قوبل برجل حكيم صاحب رأي سديد أراد أن يلقنه درساً ويكافئه في ذات الوقت نفسه قائلاً له سيدى خذ هذه التفاحة وسامحنى على قضمها فقد غلبنى الجوع .. و أكلت حراما .. أرجوك سامحني وهو يبكي بكاءاً شديداً فاشترط عليه شرطاً ليسامحه 0
ومع ذلك الإصرار والعودة لله لم يجد مايردعه عن تكفير ذنبه الا الموافقة والعيش مع امرأة تحمل كل تلك الصفات ولأن الجزاء من جنس العمل كان لزاماً أن يحظى بزيجة كتلك فعندما حلّ المساء، صلى الشاب العشاء وتوكل على الله ودخل إلى حجرة الفتا ة ليدخل بها، فوجد الحجرة مظلمة، فقال: السلام عليكم ..لم تتمالكه الدهشة حينما سمع صوتا يرد عليه السلام فتعجب .. وقال متسائلا فى دهشة: من أنت؟
قالت: زوجتك..
فتعجب الشاب وقال لها: إذن أنت تسمعين وتتكلمين؟ قالت: نعم..
[COLOR=crimson]سألها متحيرا: ولكن والدك قال: إنك صماء بكماء كسيحة؟[/COLOR]
قالت: نعم .. أنا صماء لا أسمع ما يغضب الله، وبكماء لا أتكلم فيما حرم الله، وكسيحة لا أمشى الى معصية وقالت وهي تتقدم نحوه بساقين سليمتين: أنا هدية الرحمن لمن يخشاه ..
فهل سمع شباب اليوم عن هذه الزيجة وهم يركضون عن زيجات المسيار والمسفار والنهار لمتعة وشهوة آدمية بعيدة عن كل مايكفل حقوق المرأة وواجباتها وإستغلال الظروف المحيطة بها وبأسرتها أو حتى الزواج بقاصرات ثمرة هذا الزواج الإمام (أبو حنيفة النعمان)؟ فماذا عساه أن يكون زواج المسيار أن يثمر بغير مرارة وتأنيب ضمير إن كان ثمة عقل مدرك واع ؟
بل أين الأمانة، التي أضعناها وحرص السلف الصالح عليها أفاق ضمير النعمان بسبب (اكله جزء من التفاحة ) في لهفة جوع،واكل الكثير أموالاً بغير حق دون مراجعة وصحوة ضمير ثم لم يرغموا انفسهم بشيء ولم يرغموا على الزواج من فتاة ، أكملت أركان الإعاقة الأربعة – حسب وصف ابيها – عمى وشلل وبكم وصمم .. كل ذاك من أجل التكفير وهو على مشارف الموت من الجوع فأين الجوع لنبرر الاكل هبرا 0
والله من وراء القصد
من ترك شيئا لله عوضه الله بخير منه
من ترك شيئا لله عوضه الله بخير منه