ولأن أصحاب المطبوعات الصحفية ـ جميعها دون استثناء ـ تخلت عن واجباتها تجاه القارئ والذي لطالما تغنوا بأنه رأس مالهم الحقيقي ، وطالما فتحت أبوابها ليتطرق الكاتب بكل حرية عن مشاكل المجتمع مع الإدارات الخدمية ، والتي كان لشركة الاتصالات السعودية نصيب الأسد من الانتقادات في السنوات الماضية دون أن يتم حذف أي كلمة من مقال كاتب الزاوية أو من يكتب في صفحات القراء .
ولكاتب السطور عدة مقالات في بعض الصحف المحلية ، انتقدت فيها خدمات وأداء شركة الاتصالات قبل أن يوجد منافس لها في تقديم الخدمة ، وأما الآن ، فأتحدى أي كاتب في أي صحيفة محلية ـ سواءً من يملك زاوية أو من يكتب في صفحات القراء ـ أن ينتقد شركة الإتصالات السعودية ولو بكلمة واحدة ، فلن يستطيع أبداً .
مع أن بعض مسئولي الصحف جعلوا من صوت القارئ شِعاراً لهم ليوهموا الذين مازالوا يشترون الصحف حتى اليوم ويحافظوا على اشتراكاتهم ، على الرغم من وجود مواقع إلكترونية للصحف تغنيهم عن التصفح في أكثر من مطبوعة في آنٍ واحد ، ولكن نظراً لأن كثيراً من الناس حتى الآن لا يُجيدون التعامل مع الحاسوب ، ولا يعرفون شيئاً عن عالم اسمه ( إنترنت ) فكان من الطبيعي أنهم يتمسكون بشراء المطبوعة ولا يعترفون بأي بديلٍ آخر ، وبعضهم يقول أن تصفح الصحف عبر النت ، لا يغني عن شرائها أبداً ، ولكلٍ وجهة نظره الذي هو مُقتنعٌ بها ، ولا مُشاحة في ذلك أبداً ، وإنما المُشاحة في حق القائمين على صحفنا المحلية والتي استطاعت شركة الاتصالات أن تكَمِم أفواههم ـ إن صح التعبير ـ وتشتريهم بعقود بلغت عشرات الملايين سنوياً .
أقول ذلك الكلام ، بعد أن قرأت أن شركة الإتصالات السعودية أرسلت قبل فترة بَياناً أو خِطاباً شديد اللهجة ـ كما وِصف في حينه ـ إلى كل الصحف المحلية توضح لهم فيه أنه لو تم نشر أي مقالٍ أو شكوى أو انتقادٍ ، ولو كان رسماً كاريكاتورياً فإنها سوف تسحب عقدها الإعلاني فوراً والذي يصل لعشرات الملايين سنوياً ، وطبعاُ القائمين على الصحف يُقدمون مصلحة الإعلان ( أوراق البنكنوت لها مفعول السحر أحياناً !! ) على مصلحة القارئ والذي كان في يومٍ مضى رأس مالهم الحقيقي ! ( أهو كلام بيتقال يا عبدالعال !! )
وبعض الصحف المحلية كان على موقعها الإلكترونية رسماً كاريكاتورياً عن الخدمة السيئة التي تقدمها شركة الإتصالات ويبدو أنه حينما وصل الخطاب ( شديد اللهجة ) تم حذف الكاريكاتير ، وتم استبداله بكاريكاتير آخر لا علاقة له بالسابق أبداً ، مع أنه لو وجد صَدَّاً ورفضاً من القائمين على الصحف حينها تضطر الشركة للاستمرار في إعلانها وهي راضية دون أن تُملي شروطها على المطبوعة .
وبقي أن أقول الحمد لله الذي جعل لنا صوتاً في مواقع صُحفاً إلكترونية وبعض المنتديات والتي لم ترضخ لشروط المُعلن ، ولديها سَقفاً عالياً من الحرية ، ولأن الانتقاد هو من أجل تقديم الأفضل ، والرُّقي بالخدمات ، فَلِمَ الضجر منه ؟! وصحف دول العالم المتحضر لا يمكن أن ترضخ لشروط المُعْلِن أبداً ، بل هي من تُملي شروطها على المُعلِن ، فلماذا نخسر القارئ من أجل حفنة ريالات أو حتى ملايين ، أيها القائمون على صحفنا المحلية ؟! والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه .[/ALIGN]
[ALIGN=LEFT][COLOR=green]ماجد مسلم المحمادي / مكة المكرمة
تربوي ، ومدير تحرير صحيفة طيبة الإلكترونية بمكة [/COLOR][/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT][IMG]https://www.makkahnews.sa/image/magal.jpg[/IMG][/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT][URL=https://www.makkahnews.sa/articles-action-show-id-49.htm]من المُلام .. القِطاع الخاص أم الحكومي ؟ [/URL][/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT][URL=https://www.makkahnews.sa/articles-action-show-id-59.htm]هل هو عِقاب من الله تعالى ؟! [/URL][/ALIGN]