مازالت كل هذه الأشياء وغيرها هي هاجس كثير من النساء أو محط بحثهن فور عودة الزوج من الخارج ,كل هذه الاحتياطات والإجراءات الاحترازية لم تكن محض شكوك وأوهام نساء قل عقلهن ودينهن ,فكل مايدور بين النساء من أحاديث ومايتناقلنه من قصص تدفعهن إلى أخذ الحيطة والحذر واكتشافات الخيانات قبل أن يقع الفأس في الرأس
ليس الرجل المتهم الوحيد في هذه القضية فحتى النساء منهن لاتقيم لهذة الرابطة أي قداسة!!! فالزواج أسمى وأعظم عقد يربط بين اثنين وهما الرجل والمرأة وهو رباط مقدس يجمع بينهما في ظل الرحمة والمودة ليهيئ أرضية صالحة وطيبة ينطلق منها ويرتكز عليها لبناء أسرة هي بدورها نواة المجتمع السليم ,فالزواج هو الأساس السليم والإطار المناسب لبناء علاقة وماسواه فهو باطل .فلا يجوز الإخلال بهذا العقد ولا المساس به بأي شكل من الأشكال .وتحت أي ظرف من الظروف لذلك إذا اختل هذا الأساس تصدع البناء الاجتماعي وانهار .
وفي السنوات الأخيرة طفت إلى السطح ظاهرة اجتماعية خطيرة ومدمرة ينبغي التوقف عندها والتمعن فيها ومحاولة التعرف على أسبابها وآثارها وإيجاد علاج لها لتفاديها ومحاصرتها والقضاء عليها قبل أن تستفحل وتتسع دائرتها وتنخر في عظام مجتمع متماسك مسلم ومحافظ كالمجتمع السعودي .
[COLOR=crimson]إن ظاهرة الخيانة الزوجية لم يلاحظ الا بعد ظهور بوادر ضعف الوازع الديني وغياب الضمير واللامبالاة والإحساس بالمسئولية .[/COLOR]وحيث ان النسيج الاجتماعي السعودي قوي ومتماسك يتصف بروابط أسرية متينة ويتسم بالتكافل والتواصل والصفاء والنقاء والشفافية والالتزام بالعادات والتقاليد النابعة من العقيدة الاسلامية فان أي شائبة ستشوه وجهه المشرق كما تظهر النقطة السوداء على الناصع البياض.
إن مفهوم الخيانة الزوجية شرعاً يشمل كل علاقة غير مشروعة تنشأ بين الزوج وامرأة أخرى غير زوجته أو العكس فهي تعتبر علاقة محرمة سواء بلغت حد الزنا أو لم تبلغ، ويشمل هذا: المواعدات واللقاءات والخلوة وأحاديث الهاتف التي فيها نوع من الاستمتاع وتضييع الوقت بل حتى الكلام العابر واللقاءات التي تجري على سبيل العشق والغرام.
أكثر المتزوجين لا يدركون أن عمر الإنسان له أثر في تغيير نفسيته وطباعه، والمشاكل الزوجية تنشأ عندما لا يراعي الزوجان أحكام السن وتقدمه وتقدم العمر الزوجي، واختلاف حاجات الطرف الآخر بتغير المراحل العمرية .
فقد تهمل الزوجة نفسها ومظهرها ونظافتها بعد فترة طويلة من الزواج، وتستهين بزينتها وجمالها متصورة أن زوجها لا يعنيه ذلك وأنه لن ينظر إلى غيرها أبدًا ولن يفكر بالزواج من أخرى بعد العشرة الطويلة والأولاد. مما يصيب الرجل بالروتين والرتابة والملل فيبحث الرجل عن التجديد خارج المنزل. أضف إلى ذلك أن المرأة بعد زواجها وإنجابها الأبناء تتصور أن مهمتها هي المنزل والأولاد فيزداد اهتمامها الدائم بالأولاد وأعمال المنزل أكثر من الزوج وبالتالي يزداد إهمال الزوج بعد سنوات من الزواج، فيشعر الزوج بعدم أهميته لدى الزوجة وهامشيته في حياتها. وتغفل الزوجة الحاجات العاطفية للزوج من حب وحنان واحتواء ورعاية لأي سبب من الأسباب وبالتالي يشعر الزوج أن زوجته راغبة عنه ولا تبدي له التعاطف أو الرغبة في تقبل عواطفه وهذا ما يسمى بفتور الحب.
وقد يكون ضعف المستوى الثقافي ووجود فارق تعليمي بين الزوجين فتكون الزوجة هنا كمربية أطفال فقط وليست رفيقة درب .
أو قد يكون الزوج قد تعود على هذا الفعل المشين مذ كان مراهقا وأصبح متعلقا بالكلام المعسول وعبارات الحب والغزل.
وقد يكون الزوج يهرب من زوجته ومشاكله الأسرية فيعالجها بشكل سلبي، أي أن الزوجة هي من تدفع بزوجها إلى خيانتها بسلوكياتها التي لا تتوافق مع زوجها، والتي لا يحاول هو بالتالي احتواءها أو حتى المساس بها، فيلجأ كالمراهق لتعويض النقص العاطفي وإن كنت ألوم الرجل المتزوج بالمقام الأول كونه لم يحترم زوجته ولا نفسه معتمدا على مقولة كثيرا ما يرددها المجتمع بأن الرجل لا يعيبه شيء، وهذه المقولة دفعت بكثير من الشباب إلى المحرمات».
ولا ننسى السبب الرئيسي للخيانة ضعف الوازع الديني وهو من أعظم الأسباب الجالبة لكل شر ووجود الفراغ ,وسائل الإعلام، سواء أكانت مسموعة أو مقروءة أو مرئية، فلها قدر كبير على الإقناع وصياغة الأفكار ولها تأثير في النفس، بالإضافة الى التقليد الأعمى والتهتك والتبرج والسفور .
والخيانة الزوجية كجريمة ينبغي أن تنطبق عليها شروط شرعية كي تكتمل أركانها، وهذه الشروط هي العناصر المادية التي ينبغي توافرها في أي جريمة كالعمل: أي النية المسبقة للخيانة ، أداة الجريمة، إن الإثبات المادي للجريمة كوضع للتلبس أو أحاديث الهاتف المسجلة، وما إلى ذلك.
فإذا ما اكتملت أركان الخيانة( الزنا) بالأدلة المادية بالبينة أو بالإقرار، ووصلت إلى علم الحاكم حكم على المتزوج أو المتزوجة بالرجم حتى الموت وهي عقوبة شديدة تتناسب وحجم الجرم الذي ارتكب، أما إذا لم تكن الجريمة قد اكتملت أو وصلت إلى حدها الأقصى ( الزنا) فلها عقوبة تعزيزية يقدرها القاضي.
وعند ما يترجح لدى الزوج زنا زوجته دون أن يقدر على إثبات ذلك فقد أوجد الشرع الحنيف مخرجاً لهذا الزوج حتى يحمي نفسه من أن ينسب إليه من هو ليس من صلبه من الأبناء، فإذا علم يقيناً أن زوجته تخونه وهي لا تقر بجريمتها، فله أن يلجأ إلى اللعان، ويكون أمام القاضي.
فإذا ما تم التلاعن بينهما حكم القاضي بالتفريق فيما بينهما مدى الحياة، ولا يحل للزوج أن يتخذها زوجة أبداً بعد ذلك وفي الوقت ذاته لو وضعت الزوجة طفلاً فإنه لا ينسب إلى الزوج وإنما ينسب للفراش ويحق له أن يرث أمه بعد وفاتها.
أنتظر مداخلاتكم وارائكم …..