المحليةالمقالات

أدب الرأي

[ALIGN=JUSTIFY][COLOR=crimson]أدب الرأي[/COLOR] ..
[COLOR=blue]فاطمة محمد[/COLOR][/ALIGN]

لقد قضت مشيئة الله أن خلق الناس مختلفين ، قال تعالى : ” ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين ” هود (118)
إذن اختلاف البشر في الأفكار، والعادات، والتقاليد، والمعتقدات، أمرا طبيعيا، والاختلاف قد يكون علميا، و قد يكون اجتماعيا، و قد يكون فكريا ولكل واحد من هذه الاختلافات أدبه الخاص به .

إن من الأهمية بمكان يتواجد فيه البشر، أن يكون الحوار هو همزة الوصل بينهم ، لذا كان لاختلاف الرأي ثقافة وأصول ، فالاختلاف حق مشروع طالما لم يخرج عن إطار الأدب ، وقواعد الاحترام ، ولكن وللأسف هناك أناسا لا يعرفون للحوار ثقافة أبدا، تراهم يطلون عليك بآرائهم ، وكأنهم يحملون اسواطا يجلدونك بها ، ينادون بحرية الرأي ، فأن قدر واختلفت معهم هاجموك ، ولم يدعوا لك مجالا للمناقشة ، هم تماما كالذي يجدف في نهر جارف ليس له إلا مسارا واحدا، يمارسون التحيز في الرأي ، ولا يراعون إلا مصالحهم الشخصية ، يزينون لأنفسهم سوء عملهم فيرونه حسنا .

إن للإمام الشافعي مقولة جميلة جدا في هذا الشأن، تدل على حكمة هذا الإمام، وخبرته، ودرايته، يقول: ” رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب “.
اجل .. هي حكمة لو جعلها المحاور له قاعدة لنال احترام الجميع، حتى وان خالفهم في الرأي.
أما أن يطلق رأيه وكأنه أصاب كبد الحقيقة ، ويحجب عن بصيرته باقي الآراء ، فلا يعد يسمع إلا ترجيعه الصدى لقوله ، أو أن يترفع بنفسه عن الآخرين ، أو أن لا يتردد أبدا في ذم آراء الآخرين وتسفيهها ، ولا يقدر مجلسا يتواجد فيه ،ولا عمرا ، ولا جهدا ، ولا علما لمحاوريه ، فلن يجد بتصرفه ذلك لكلمته مستمعا ، ولا لرأيه متلقيا ، ولا لنصيحته منفذا ، حتى .. وان امتلك قدرة على تداول فكرته ومناقشتها، ووهب جمالية في الكلام وسحر في التعبير.
ولنتذكر دائما قول الله تعالى لنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم:” ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك “.( 159) آل عمران

[COLOR=crimson]أيها المحاور الكريم..[/COLOR]

اعلم إن أصحاب العقول لا يمكنهم أبدا أن يتقبلوا الرأي من أفواه صاخبة، أو أنفس متعالية، وتأكد… أن الرأي النافع هو الذي يصدر من نفس متواضعة، كريمة الخلق، نبيلة الطبع، لها في الحياة تجربة تشفع لها، وسيرة حميدة تزكيها، يقودها عقلا متعلما قادرا على التمحيص، والتخطيط، والاستنتاج.
جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أشكر الكاتبه على مقالها الجميل ولاشك أن ادب الرأي ذا أهميه كبيره يجب على الإنسان أن يتحلى بذلك.
    لاشك أن الإختلاف في الرأي لايفسد للود قضيه ولكن يجب إبداء الرأي بكل عقلانيه والرأي السديد ينتج عن حكمة ورويه.
    الأفواه الصاخبة تثير في الآخر التوترات العصبيه وما يتبعها من آثار نفسيه لذا كان من الضروري الآداب السلوكيه في إبداء الرأي بكل صدق وشفافيه .
    —————
    مستشار نفسي بمركز الموده.
    مستشار إجتماعي بلجنة إصلاح ذات البين.
    شهادة البورد الأمريكي في البرمجة اللغوية العصبيه
    شهادة البورد الأمريكي في فن الإسترخاء والتنويم الإيحائي.
    عضو الجمعيه الإسلاميه للصحة النفسيه
    عضو شرف بجمعية المرشدين النفسيين
    أنماط الشخصيه وفهم النفسيات.
    ——-
    turky_1381@hotmail.com

  2. أشكر الكاتبه على مقالها الجميل ولاشك أن ادب الرأي ذا أهميه كبيره يجب على الإنسان أن يتحلى بذلك.
    لاشك أن الإختلاف في الرأي لايفسد للود قضيه ولكن يجب إبداء الرأي بكل عقلانيه والرأي السديد ينتج عن حكمة ورويه.
    الأفواه الصاخبة تثير في الآخر التوترات العصبيه وما يتبعها من آثار نفسيه لذا كان من الضروري الآداب السلوكيه في إبداء الرأي بكل صدق وشفافيه .
    —————
    مستشار نفسي بمركز الموده.
    مستشار إجتماعي بلجنة إصلاح ذات البين.
    شهادة البورد الأمريكي في البرمجة اللغوية العصبيه
    شهادة البورد الأمريكي في فن الإسترخاء والتنويم الإيحائي.
    عضو الجمعيه الإسلاميه للصحة النفسيه
    عضو شرف بجمعية المرشدين النفسيين
    أنماط الشخصيه وفهم النفسيات.
    ——-
    turky_1381@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى