المحليةالمقالات

انتصار السلفية

[ALIGN=RIGHT][COLOR=orangered]انتصار السلفية[/COLOR] [COLOR=blue]د.عبدالله سافر الغامدي[/COLOR][/ALIGN]

يكثر في هذه الأيام تناول مصطلح السلفية بوسائل الإعلام المتعددة، والتي زاد الحديث عنها، والهجوم عليها؛ مع انطلاقة الثورات العربية القائمة ، وبعد تفجيرات نيويورك عام 2001م، وهي من ضمن الحرب المعلنة والخفية على الإسلام والمسلمين، نسأل الله تعالى العزة والقوة، والحفظ والتمكين.

سعى أعداء الأمة والملة؛ إلى الإساءة لفكرها، وتشويه تأريخها، وفصل خلفها عن سلفها، اتهمت السلفية من قبل أهل الظلم والفساد، وأعداء النور والخير، ودعاة الشر والباطل؛ بافتراءات عديدة، كقولهم إنها: تكفيرية ، إرهابية، وهابية، رجعية، متخلفة، متشددة، تعادي الحكام، تتصادم مع الأنظمة ، تتعارض مع التقدم والحياة العصرية.

” كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا”، (الكهف:5)، فالافتراءات كاذبة، والاتهامات باطلة، ولو فهموا الدلائل القرآنية، والقرائن النبوية؛ لعلموا أن المنهج السلفي هو المنهج الحق السديد، الذي يحمي المجتمعات من الشرور والمفاسد، ويؤدي بهم إلى الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، “وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ” (النساء: 115).

إن السلفية ليست مذهب، أو ملة، أو طائفة؛ بل هي منهج وعقيدة ، تحمل النور، وتظهر الحق، وتفضح الانحراف، وتحارب المنكر، وتكشف الأخطاء، فلا يكاد يظهر انحراف في الأفق؛ إلا ويقف له السلفيون بالمرصاد، فهم كالسدّ المنيع الذي حفظ الله بهم العقيدة الصحيحة ، وحمى بهم البلاد والعباد؛ من تيارات منحرفة، وأفكار مهلكة، قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أُمَّتًي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلَهم حتى يأتًي أمر الله وهم كذلك» رواه مسلم.

ما نعنيه هو السلفية النقية ؛ التي تحسن المعاملة، وتحارب سفك الدماء، واستباحة الأموال، وهي التي تنبذ كل عنف وعدوان، وتكفير وتفجير، وغدر وخيانة، وهي الوسطية بين الغلو والجفاء، والإفراط والتفريط، غايتها توحيد الله تعالى، وإفراده بالعبودية، ومنهجها إتباع الدليل من كتاب الله عز وجل، وما صح من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأقوال السلف الصالح.

وعلى الرغم من خطط الأعداء لضرب السلفية، إلا إنها تملك شعبية جارفة، وقبولاً واسعاً في كافة البلاد العربية والإسلامية، فهاهم الناس يعودون إلى دينهم، وفطرة الله التي خلقهم عليها، وهاهي الأحزاب السلفية تنتصر على غيرها في بلاد إسلامية كثيرة، حيث فاز السلفيون في انتخابات برلمانية، وفي انتخابات طلابية ، وأسهموا في تقديم مشاريع تنموية باسقة، وبرامج سلوكية ناجحة.

وهاهو منهج السلفية؛ يتواجد بقوة في كافة أنحاء العالم، والتي لو أتيحت لها المنابر، وسمح لها بالظهور؛ لاكتسحت جميع الدول، كانت بعض الدول الغربية تنظر بريبة إلى الحركات الإسلامية ، بسبب تحذيرات رؤساء حكومات عربية، فإذا هي تعترف بأنها خدعت، كما صرح بذلك ـ قبل فترة ـ وزير الخارجية الفرنسي (الآن جوبيه) ، والذي استعد للحديث مع أي حركة إسلامية تنبذ العنف.

فإذا أراد المسلمون؛ جمع نفوسهم، وتوحيد صفوفهم، والرفع من مكانهم ؛ فعليهم بالعلماء المعروفين بسلامة المنهج، وصحة العقيدة ، وصدق التوجه، وأن يلتزموا بالنسخة الأصلية للإسلام ـ السلفية الصحيحة المحافظة ـ التي تكفل الله تعالى بحفظها، ونصرة أهلها؛ إلى قيام الساعة، “إن الله يدافع عن الذين آمنوا” (الحج:38)، “وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” (يوسف:21).

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جدة[/COLOR] affeir@hotmail.com[/ALIGN]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى