نحن والتكفير
د/ سعود المصيبيح
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أختتم في المدينة المنورة المؤتمر الدولي لظاهرة التكفير الذي نظمته جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الاسلامية وجامعة الأمام محمد بن سعود الاسلامية . ومن يدخل موقع المؤتمر على شبكة الأنترنت سيجد عددا كبيرا من الباحثين والمتخصصين وهم يقدمون رؤى مهمة ودراسات علمية مؤصلة عن ظاهرة التكفير وجذورها واسبابها وكيفية معالجتها كما أتيح المجال لمزيدا من الحوارات العلمية بين هؤلاء الأكاديمين والدعاة والباحثين الذين شاركوا من جميع دول العالم .
ولاشك أن ظاهرة التكفير خطيرة ومؤذية وتزرع في الإنسان الكراهية والتعصب والغلو والتشدد وعانت المملكة العربية السعودية من هذه الظاهرة وفقدنا أكثر من مائة شهيد رحمهم الله إضافة ألى الأرباك الامني وأستهداف المصالح العليا للدولة بهدف الأضرار بأمنها وأستقرارها وساهم الأنترنت في نشر التكفير الذي يعتمد ناشروه على آيات وأحاديث تكفر المسلمين من واقع الفهم الخاطئ للنصوص الاسلامية ولهذا كفر الخوارج الصحابة وقتلوا عثمان وعلي وخرجوا عن أجماع المسلمين وذهب ضحية التكفير شباب من أبناء هذا الوطن كان من الممكن أن يستفيد منهم الوطن ,منهم الطبيب والمهندس والمعلم والداعية والأعلامي لولا أن الفهم السقيم جعلهم يعتنقون الفكر التكفيري ويشاركون في عمليات أرهابية خطيرة داخل المملكة وخارجها أعتقادا منهم أننا كفار ويجب قتلنا وإقامة الدولة الصحيحة بدون كفر أو ظلال كما يعتقدون .
ومعتنقي التكفير ليس لهم علاقة بالبطالة أو الفقر وأنما هو فكر يتغلغل في جذور مخ الأنسان وعلى ذلك لا يرى ألا رأيه أو من يماثله وتكون مهمته هو قتل الناس وأزهاق أرواحهم بأسم الدين والجهاد ومن يتذكر من كفر وفجر في عملية ينبع قبل سنوات يرى أن هؤلاء الشباب مهندسين متخرجين من جامعة عريقة هي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ويعملون في شركة عاملة في ينبع ورواتبهم مجزية ولديهم سكن ومع ذلك أعتنقوا فكر التكفير وكفروا المدينة وأهلها وقتلوا الأجانب الذين يعملون بها وبعض العسكريين فيها معرضين المواطنين للخطر ثم قتلوا أنفسهم على أساس أنهم مؤمنين تخلصوا من بلد الكفر وذهبوا للحور العين ولهذا لابد من محاربة الغلو لأنه يقود للتشدد والتطرف والتزمت ثم التكفير ثم التفجير والأنتحار وأزهاق الارواح .