المحليةالمقالات

فردي وزوجي

فردي وزوجي
الكاتب – عوض العبدان – البصرة

كل يوم يمر نطويه ونضمه إلى مجموعة الأيام المنقضية لتكون أعواما وسنين وهي فترة محسوبة على العراقيين الذين عاشوها بأفراحها وأحزانها وآلامها وهمومها

طوينا أياما ولازال عراقنا الغالي ينزف ألما ويعتصر قلوبنا دما ويغرق أعيننا دمعا

طوينا أياما ولازال شعبنا لاينعم بالراحة وكأن القدر كتب عليه أن يعيش في بؤس وشقاء على عكس بلدان العالم الأخرى

طوينا أياما وقد أصبح بلدنا مقسما إلى مناطق ودويلات لايمكن تجاوز الأولى للوصول إلى الأخرى إلا بجواز سفر وربما لايسمح له بالدخول

طوينا أياما وقد تكرست الطائفية والقومية بشكل غير طبيعي في العراق وهاهو الكردي لايتكلم إلا عن مشاكل الأكراد والسني لايهمه إلا مشاكل السنة والشيعي يبكي على الظلم الذي لحق بالشيعة والتركماني يستغيث من التهميش الذي لحق بالتركمان

أصبح الكل لسان حال قومه ونسينا العراق ولم يطرح شخصا هموم العراق فلا الكردي يهتم بالبصرة ولا ابن الأنبار يهتم بالناصرية ولا ابن العمارة يهمه مايحدث في تكريت وكأننا قسمنا البلد فيما بيننا وربما سيأتي يوما ليس ببعيد فيكون التقسيم فعليا وعلى كافة المستويات خاصة بعد أن أصبح كل شيء بالعراق مرهونا بالمحاصصة الطائفية والعرقية فعلى المستوى الرياضي ستكون تشكيلة الفريق الرياضي مكونة من مختلف أطياف الشعب ووفق المحاصصة فالهجوم سيكون من السنة والوسط من الشيعة والدفاع من الأكراد أما حارس المرمى فتتناوب عليه الأقليات فتارة مسيحي وأخرى تركماني أو آشوري

وستتكرس المحاصصة لتشمل كل مرافق الحياة وربما يأتي اليوم الذي يحدد فيه السير في الشارع حسب القوميات والطوائف فيوم فالسبت والأحد يسمح فقط للسنة بالتجول في الشوارع أما الاثنين والثلاثاء فهي حصة الشيعة ولايسمح لغيرهم بالتجول والأربعاء والخميس يكون للأكراد أما الأقليات فسيكون لهم فقط يوم الجمعة

ويذكرنا هذا الموضوع بموضوع الزوجي والفردي وهو القرار الذي كان ساريا في بغداد قبل فترة والذي يحدد يوما للسيارات التي تحمل لوحة يبدأ رقمها الأول بعدد فردي ويوما آخر للوحة التي تحمل عدد زوجي .

لقد قسمنا العراق بأيدينا

فهل نلغي كل هذه الحواجز ونتكلم بلسان العراق قبل أن ننسى لفظتها وننسى اسم بلدنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى