“بشار” منشار نجار
مصطفى منيغ
أفل حيث أطل ، البريق زال والجد يومه حل ، فسقطت المسلة ومعها نظام زمن الغفلة ، هو وهي سيان فقد استمرارية الرحلة كما ضيعت ( ارتباطا به ) الموقع والمحل . ممسوك هذا ال”بشار” من شعيرات رأسه حين ظهوره فيتعجل الرحيل كالمهيكل المنفوخ الهيكل إذا انحرف ومال ، مسكة غاضب على ظالمه ، فلا مناص من محاسبته أمام “المرئي” ما دامت التقنية المعاصرة لم تترك للحجاب (حتى ومن كان من فولاذ) أي حصانة ليلج من أراد لمعانقة الحقيقة يتقوى بها وصوته يعلو في ساحات دمشق وممرات وقاعات ومكاتب الأمم المتحدة بمناشدة الضمير العالمي أن “بشار” تحول لمنشار نجار، لا يهمه ألم الأصول وأجزاء الأشجار تتآكل وتنهار ، بل جمالية ديكور نظام الدار ، المنبوذ خلف الكواليس وفي واضحة النهار ما يأخذ عصارة اهتمامه المشحون بكراهيته المعارضين المفعمة مطالبهم بالحق والقضاء المبرم على ما سمته العامة في بعض مظاهرات مدن وقرى سوريا ” بشار المنشار”الذي تخيل الأمة السورية العظيمة قطعا من الألواح ، فعمد بمشار النجار يحصد في تجمهرهم السلمي البريئة من الأرواح . لذا هو ممسوك ممسوك أينما اتجه أو راح .. فالويل لمن سخط عليه الفلاح .. أو يئس منه الصلاح ، فلا ينفعه ساعتها نواح ولا مرافقة من جاء على شاكلته مستعرضين مذلتهم بالنباح .
… الصورة على الطبيعة واصلة لمن يلتقطها وينحاز إلى الموقف المضاف ، لما زرع في “بشار” المنهار الخوف ، فيلتحق بنفس الصف ، بعد التونسي بن على .. والمصري حسني مبارك .. والليبي معمر القذافي .. ومن سيأتيهم من الخلف ، مرغما كسير الطرف ، معدوم الحيلة متحصرا على سويعات البذخ والترف . متيقنا بعد فوات الأوان أن الشعب السوري الأبي أقوى وأشرف ، من أي حاكم أنزاح حيث انجرف ، معتمدا على حلفاء موسميون لا يعلم “بشار” أصلا أنهم (من اللحظة) يبحثون في سرية مطلقة عن خلف ، يتوافق عليه الشرق والغرب ما بقي في هذا الجانب المتعنت أو إلى الجانب المتمكن من الحقيقة انصرف . طبعا الشعب السوري العظيم لا يحتاج لمن يوضح له الطريق.. إنه بها أعرف ، ومن يدعى غير ذلك فعقله كزبانية “بشار” أجوف ، لذا فهو