المحليةالمقالات

الإِحْــرَام يُـسَـبّـب الـسّـرطان

الإِحْــرَام يُـسَـبّـب الـسّـرطان
عبد الله منور الجميلي

قال الـضَـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم : الكثير من المحلات في المواقيت والمراكز التجارية تعرض « إحرامات مغشوشة « تحرق جلود الحجاج والمعتمرين ؛ حيث قَـاد الجشع عدداً من الباحثين عن الثراء إلى استيراد مجموعة من ألبسة الإحرام المغشوشة، التي أغرقوا بها الأسواق المحلية في إطار سعيهم إلى الظفر بأكبر قدر من كعكة موسم الحج.

فقد قدم عدد من الحجاج والمعتمرين شكاوى إلى الجهات المختصة في السعودية، كشفوا خلالها عن تعرضهم لحساسية جلدية وحروق في أجزاء مختلفة من أجسادهم بعد ارتدائهم تلك الإحرامات المغشوشة.

ثم بعد إحالة عينات من تلك الإحرامات إلى هيئة المواصفات والمقاييس في الرياض تبين أنها مصنوعة من مادة بلاستيكية ضارة تشكل ( 90% ) من الخامة المصنوع منها الإحرام .

هذا ما أكده تقرير نشرته صحيفة الحياة قبل عام ، وتحديداً في ( أكتوبر 2010م ) !!

أما نتيجة تلك التحذيرات والعينات والمتابعة التي كانت قبل عام ؛ أن تلك المغشوشة مازالت تغزو الأسواق رغم بعض المداهمات والمصادرة التي تمت قبل أيام !!

والأخطر ما أكده بعض المطلعين والمهتمين ؛ فمع قرارات المنع الرسمية ؛ فإن بعض الهوامير استطاعوا بطريقة أو أخرى عبر منفذٍ هنا أو هناك إغراق الأسواق بإحرامات مصنوعة من ( مادة البوليستر ) التي من مضاعفاتها إصابة الإنسان بالسرطان ولاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة ؛ وحجتهم في ذلك أن استيراد الإحرامات القطنية مكلف ، وبيعها بأسعار مناسبة للحجاج والمعتمرين المساكين ؛ يُـقَـلّـل من نسبة أرباحهم !!

فأين الدور الوقائي والاستباقي للجهات الرقابية ؟! أين التجارة ؟! أين هيئة المواصفات والمقاييس ؟! أين هم في حماية الـبَـشَـر قبل دخول تلك المواد المغشوشة التي تفتك بالأجساد الضعيفة ؟!

أين دور الجهات المعنية في القضاء على صور الجَـشع والـغِـش للدين ، ثم للوطن والإنسانية ؛ فـلا يكفي مجرد التحذير العابر الذي لا يصل صوته للحاج أو المعتمر المسكين ، ولا تكفي بعض الجولات والمصادرات القليلة التي يعاقب بها البائع المسكين !!

بل الأهم الوصول لأولئك الهوامير الذين لا هَـمّ لهم إلا الثراء السريع حتى لو كان الثمن حياة وصحة الإنسان ، ومعاقبتهم والتشهير بهم !!

ولنأخذ القدوة والمثال من الدول الأوربية التي لا تسمح ببيع واستعمال أي ملبوسات أو أنسجة إلا بعد اختبارات نهايتها الحصول على شهادة ( الأيكوتكس ) التي تؤكد سلامة استخدامها من الأمراض التي أهمها السرطان !!

وأخيراً في ظلّ هذه الأجواء الملبدة بممارسات الغِـش والتدليس من بعض الهوامير فعليكم بالحَـذر أيها المواطنون ، ثمّ فالواجب الديني والإنساني يفرض على مؤسسات الحج والعمرة ومرافقي الحجاج والمعتمرين توعيتهم بتلك المخاطر !!

وكم أتمنى أن يأتي اليوم الذي يتمّ فيه تصنيع ( الإحرامات ) محلياً وفق أرقى المواصفات الصحية والشرعية!!

وأمنية أخرى أدعو الله أن تتحقق قبل موتي وهي قيام مؤسسات حكومية ، أو أهل الخير ، أو المؤسسات التجارية في بادرة إنسانية اجتماعية بتوزيع ( الإحرامات الصحية السعودية ) على كل معتمرٍ أو حاج مجاناً وطوال العام (وهم قادرون وضيوف الرحمن يستاهلون ) . ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .

تويتر @aaljamili

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى