المحليةالمقالات

سلطان مؤسسة خيرية بذاته

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]سلطان مؤسسة خيرية بذاته[/COLOR] [COLOR=blue]د. بكري بن معتوق عساس[/COLOR] [COLOR=green]مدير جامعة أم القرى[/COLOR][/ALIGN]

فقدت الأمة الإسلامية والعربية بشكل عام والمجتمع السعودي على وجه الخصوص رجلا يعد من أبرز الشخصيات الإسلامية دينا وخلقا وعملا وسياسة وحنكة وكرما وعطاء متدفقا فأعماله رحمه الله طالت الداخل والخارج ونسجت بأحرف من ذهب في كافة المحافل والأصعدة وتجلت عاليا في مسار العمل الخيري والإنساني ذلك هو سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد الأمين يرحمه الله وأسكنه فسيح جناته وأكرم مثواه, فبنبأ وفاته فجع الوطن والعالم بأسره حيث تلقت الأمة الخبر بجميل الصبر وبالغ الحزن والأسى على الفقيد يرحمه الله الذي كان يسكن قلب كل مواطن وعربي ومسلم فالجميع سيظلون يذكرون بصورة واضحة تلك الابتسامة التي لم تفارق محياه طيلة حياته ويدعون له على الدوام على ما قدمه من أعمال وخدمات إنسانية منقطعة النظير .

ومن الصعوبة حصر الأعمال الخيرة التي كان للأمير سلطان رحمه الله حضور فيها فهو بطبعه منذ خُلق مؤسسة خيرية بذاته, وصاحب خير، ويسعى للخير، وكل مكان يكون فيه لا بد أن يكون له فيه عمل خير، فسلطان بحق هو مؤسسة خيرية قائمة بذاتها وعُرف عنه رحمه الله وتغمده بواسع رحمته حرصه على عدم رد أي طلب لشخص متى ما ثبتت مصداقيته ووجاهة هذا الطلب، حتى أن الزائرين له يرددون أنهم متوجهون إلى «سلطان الخير» لقناعاتهم بأنه صاحب أياد بيضاء لكل من يطرق بابه.

ولم يقف فقيد الوطن عند حدودنا الداخلية بإنسانيته وشخصيته وسياسته بل تجاوز الحدود ليصل إلى العالم أجمع فهو مؤسسة إنسانية عالمية لا مثيل لها , ولشخصيته تأثيراً على التنمية في وطننا المعطاء في كافة فروعها وجل أدوارها، وشتى ميادينها، في التنمية العسكرية تجد فكره، وفي التنمية الاقتصادية تجد ماله، وفي التنمية الثقافية تجد رؤاه، وفي التنمية الإدارية تجد وقته، وفي التنمية الخيرية تجد دعمه، وفي التنمية السياسية تجد مواقفه، وفي التنمية الاجتماعية تجد إنسانيته .

رحم الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز الراحل الذي ترجل وانتقل – بإذن الله تعالى – إلى رحمة ربه، وغفر له وأسكنه فسيح جناته وجزاه الله عن أمته خير الجزاء، كما نسأله سبحانه وتعالى أن طيل في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأن يمن عليه بالصحة والعافية وأن يقر عيون الأمة به وأن يوفقه لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يديمه ذخراً للإسلام والمسلمين، والحمد الله وأولاً وآخراً.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شكرا معالي المدير هذا التفاعل ونسال الله ان يتغمد الامير سلطان بن عبدالعزيز بواسع رحمته
    المصاب جلل والحمد لله على كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى