الغريب هنا أن التعليم العالي آمنت بأن المشروع نوعا ما فاشل وأول فشله الابتعاث لمن ليسوا أهلا للدراسات العليا ، وثانيا أنها تعلم أن المخرجات لن تجد عمل يرضي طموحها ومع ذلك بين فينة وأخرى نقرأ بالمئات من الشباب مبتعثين فلما لا تنسق بين سوق العمل وتجبر الجهات على قبولهم وتوضح للمبتعث المصير قبل اخراجه أو تضع لهذا التلاعب حدا قاطع يعلمه المبتعث وسوق العمل ويتحمل من يخطئ ثمن خطأه . لأننا إذا كنا قد قلصنا من فكرة البطالة بابتعاثهم وابعادهم من على أرصفتنا لفترة ثلاث إلى أربع سنوات فتأكدوا بأننا لن نستطع إغراءهم بثمن بخس بعد غربة وتعب .
الأمر الذي حيرني في مشروع البعثات أنهم في تيه غامض النهاية فماذا نتوقع من شاب تغرب فترة ما طالت أو قصرت وجاء فأوصدت في وجهه الأبواب ، أو قيل له كذاك الذي حدثني بمعاناته عندما تحاور مع رئيس القسم في إحدى الجامعات كي يصل لمبررات مقنعة قال له : اذهب للتعليم فأنت تصلح لهذه المهمة أفضل ، وقد حدثه أحد زملائه في الجامعة بأن هذا الدكتورمصاب بكره للكوادر الوطنية فمتى جاءه مبتعث من امريكا قال أريد من استراليا أو بريطانيا ومتى جاءه شاب من تلك البلدان قال للمعلومية تقدم لدينا ملف قادم من أمريكا وكندا وأفضل من جامعتك هذه فلم نقبله ، ومع ذلك مازالت الجامعة ممثلة في شؤون أعضاء هيئة التدريس وإدارة الجامعة والتعليم العالي بوجه عام تاركوا له ولمثله أن يتحكموا بمصائر الشباب ، فأن تكف التعليم العالي عن هذا المشروع ان لم تأمن لهم وظائف خيرا لها من خلق أزمة بين الشاب ووطنه ، لأنه لن يرضى بالقليل في بلده وهناك بلد سيضمن له الرخاء وتحقيق الحلم[/JUSTIFY]