المقالات

سَبِيلْ المَـــاءْ

مودة الفؤاد

سَبِيلْ المَـــاءْ
نبيه بن مراد العطرجي

[JUSTIFY] مَا أروع الماءْ عِندمَا يَروي ظَمأ العَطشان ، فَينعش فِي دَاخلة الحيَاة ، وتَجري فِي عُروقه الدِماء بِحرارتها الطبِيعية ، فَيحس بِالسعادة تَغمره ، وكَأنه مَلك الكَون ، وصَدق الله العظِيم { … وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ … } فَبالماء تَحيا الأنفس ، وتَعيش حَياتها بنَشاط وحيَوية ، وسِر حيَاة المخْلوقـات جميعاً فِيه ، ويُعد الماءْ مِن أفضَل الصَدقات ، وأعْظم القُربات عَلى الإطْلاق سَواءاً كَانت للإنْسان أوْ الحيَوان ، قَال عَلية الصّلاة والسّلام : ( فِي كُل كَبد رَطبة أجْر ) وقَد قَال بَعض التَابعين ( مَن كثُرت ذنُوبه فعَليه بسَقي الماءْ ) ورَوى أبِي هُريرة – رَضي الله عَنه – قَال : قَال رسُول الله – صَلى الله عَلية وسَلم – : ( ليْس صَدقه أعظَم أجْراً مِن الماءْ ) وَروي عَن سَعد بنْ عبَادة – رَضي الله عَنه – أنّه قَال للنبِي – صَلى الله عَلية وسَلم -: يَا رسُول الله إنّ أمِي تُوفيت ، وَلم تُوص أفينفعهَا أنْ أتصَدق عنهَا ؟ قَال: نَعم ، وعَليك بالماءْ .

والأدِلة عَلى فَضل صَدقة الماءْ فِي الكتَاب والسُنة جَمة لمنْ أرَاد أنْ يَتبحر فِيها ، وسُبل إتيَانها لمنْ أرَاد ثوَابها مِن الكَرم الإلَاهي مُتعددة ، ولمْ تُقتصر عَلى طَريق وَاحد لكيْ لَا يَحتجج منْ لَا يَقدر بِمنع مَاء السَبيل .
والحقِيقة كمْ أثلِج صَدري عِندمَا شَاهدت قُبيل جُمعتين الجهُود الملمُوسة لإدَارة التجهيزَات بأمَانة العَاصمة المقدسة مِن خِلال وضعهَا لأوَاني رَاقية الشّكل والصُنع صُنعت خِصيصاً لسُقيا الطيُور بِمقبرة المعْلاة حَيث وزِعت عَلى جَميع الحوطْ يَرتوي مِنها الحمَام والعَصافير والقِطط ، فَهذه البَادرة الإيجَابية المبَاركة تُسجل ضِمن الأعمَال الخَيرية الوَفيرة لمعَالي أمينهَا معَالي السَيد الدكتُور / أسَامة البَار – حَفظة الله – والتِي يَبحر فِيها فِي الخفَاء ، كتَب الله ثَوابها فِي مِيزان حسَنات مَعاليه .

وكمْ أتمنَى أنْ يَعتمد حَفظه الله تظلِيل الممرَات بَين القبُور ، رَحمة للأحيَاء الذِين يُوارون مَوتاهم فِي فِي وَقت الظَهيرة ، وكمَا هُو مَعلوم أنّ حَرارة مَكة المكرّمة قَاسية .

نَعم فَهذه الأمُة لَا تَخلوا مِن فِعل الخَيرات عَلى مَر العصُور . وجَزى الله خَيراً كُل مَن سَاهم فِي وضعْ هَذه الأوَاني بَين قُبور مَوتَانا .[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى