عبدالرحمن الأحمدي

إفطار صائم..ودعم عاطل

بدأ مؤخرا قيام بعض من أفراد المجتمع هنا.. بالافتاء في بعض مسائل الدين وإبداء آراءهم الشخصية سواء في مجالسهم الخاصة،أو عبر وسائل الإعلام وللأسف في أمور شرعية قال عنها في كتابه الكريم المولى عز وجل: ((فأسألوا أهل الذكرإن كنتم لاتعلمون))، فمن الأخذ والعطاء في مسألة معرفة حكم صلاة التراويح، ونخشى بعد أيام قلائل يفتون لنا في حكم صلاة التهجد، إلى التحدث بعد انقضاء شهر رمضان المبارك إلى مسألة صيام الست من شوال وهكذا نخشى أن نتلقى إجابة مسائلنا الشرعية، والتي تتطلب ذهاب وإياب بين يدي العلماء، إلى أخذها من هؤلاء المفتين الجدد، والغريب في الأمر أننا في كل موقف أو مناسبة اجتماعية ننادي باحترام التخصص واحترام المتخصصين في مجالاتهم ، أما في جانب الدين، فلا بأس أن نأخذ بالآراء الفكرية والاستدلالات العقلية للأشخاص، ونطالب فيما بعد بمناقشة الفكر والفكرة، وتغيب عنا شروط التصدي للفتوى، ففي زمن صحابة رسول الله – رضوان الله عليهم – كان الواحد منهم يبتعد عن الإجابة على السؤال قدر المستطاع، ليس لعدم معرفة أو علم، وإنما تورعا وخوفا . هذا وقد قال الرسول صل الله عليه وسلم ((أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار)) أوكما قال عليه السلام.

وقد قيل من قبل كلاما بليغا (الأكل والنوم عورتان فاستروهما)، وقبل أيام أثيرت مسألة إفطار صائم ومعها كانت بعض الأسئلة تدور حول استحقاق العمالة في تناول الطعام مجانا؛ لكونهم أصحاب دخل عالي، وأنهم يستغلون هذه الموائد، والواجب دفع كل المبالغ للشباب لدعهم في أعمال حرفية، وبالرجوع لبعض أقوال أهل العلم حول إفطار الصائم أي كان فقيراً أوضعيفا تصديقا لحديث عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم ((من فطر صائما كان له مثل أجره، غيرأنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا))، وهنا إثبات جواز إفطار الصائم للغني والفقير على حد سواء. يقول الشيخ عائض القرني في هذا الشأن “هذا يدعونا صل الله عليه وسلم إلى أن نفطر غيرنا.. إلى المشاركة الاجتماعية..إلى السخاء والبذل..لأن هذا الشهر..شهر رمضان يااخوة يتميز بأمرين: بأنه شهر تلاوة القرآن.. وشهر الإنفاق، لأنه قد مر معنا أنه صل الله عليه وسلم إذا دخل رمضان كان أجود من الريح المرسلة وكان أجود مايكون حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فهنامدارسة القرآن والصدقة.. الانفاق وتلاوة القرآن..وانظروا هذه الأجور العظيمة”

أما قضية دعم الشباب في إيجاد مصادر رزق
ثابتة ومتنوعة،فأضم صوتي لأي صوت صادق مخلص يطالب بذلك،بل وأتساءل أين ذهب ويذهب الطلاب المتخرجون من المعاهد والكليات الفنية، من: أصحاب التخصصات في الميكانيكاوالكهرباء والنجارة…، فما هو مشاهد من ورش حرفية متعددة، من النادر أن تجد مواطن يعمل فيها فضلا على أن يمتلكها، فلانعرف حقيقة هل المشكلة في قلة القروض الداعمةلمثل هذه المشاريع ؟أم عزوف الشباب المتطلع عن العمل في هذه الورش المهنية؟ أم الإجراءات المملة والمعقدة لفتح المحلات؟وحقيقة هنا لو وجد شاب طموح يريد الكسب من خلال مزاولة العمل بنفسه، بنفسه،فآمل من المسؤولين وفي السنة الأولى على أقل تقديرتسهيل جميع الطلبات النظامية أمامه، فما إن يبدأ في التفكيرفي تحقيق حلمه التجاري، إلا ما يقارب العشر جهات مابين حكومية وغير حكومية في انتظاره لتقاسم كعكة الرسوم المالية من البلدية إلى مكتب العمل إلى الغرفة التجاريةإلى البريد إلى إدارة الاستقداموغيرها..فالكل ينتظر قسمته،وحينها نشفق على هذا الشاب الطموح التوقف القسري في رؤية مشروعه قائما،غيرالمنافسة الشرسةمن الجنسيات الوافدة،والتي تعمل حقيقة لحسابها الخاص، والكفيل مجرد اسم على اللوحة يستلم المتفق عليه في نهاية كل شهر.. هذا هو الواقع الصعب شئنا أم أبينا تصديق ذلك. ولعلنا نجد في ملتقى”صفقة” ما يعطينا الأمل في الاطمئنان بعض الشيء على مستقبل شبابنا التجاري.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي 
 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى