ابتلينا كغيرنا في هذا الزمن بالتقنية ، فلا تكاد ترى في المناسبات من أفراح وأتراح وعلى الأرصفة وفي المقاهي والمطاعم والبيوت والمدارس والجامعات ومجالس الشورى ووووو….. إلخ ، لم تعد ترى سوى رؤوسًا ممعنة في الإنحناء ، وليس للفائدة ؛بل لضياع الوقت على حساب الصحة ، فالنظر في خطر ، وانحناء الرقبة كذلك ، والتشتت وعدم الانتباه كسابقيه ، كل ذلك يهون في سبيل الابتلاء الجديد، فمع تحديث “الوتس آب”الجديد ظهر ما يسمى بالحالة أو حالتك التي تتغير كل أربع وعشرين ساعة ، فصب العربي جام غضبه عليها ، يتعدها صباح مساء ، والأدهى والأمر أن الحالة منظورة ، يعني من يرى حالتك لا تخفى عليه ، والعجيب أن البعض يكرر الاستطلاع مرتين أو ثلاث ، ولا أعلم لماذا حتى هذه اللحظة ؟
انشغال الناس بتوافه الأمور ينذر بمدى الغشاوة التي نحن عليها ، فالوقت لم يعد له أهمية بالنسبة لنا ، والصحة لا نتعهدها إلّا عندما يلُمّ بنا الألم ، فمتى نعي ما دهانا من الغرب والشرق ؟
د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي