المقالات

جبال

الجبال الثلجية قوية كقوة الحديد ، وظلت ردحًا من الزمن تحتفظ برباطة جأشها وعنفوانها وأحيانًا جبروتها ، والواحات البعيدة والصحارى لها نصيب من الرياح المنتظرة ، التي قد تهب ريثًا وغيثًا وربما غبارًا ، والكائنات التي تعيش في الأجواء الجليدية تكاد تعدّ على الأصابع ، بينما من يعيش في الصحراء لا يقارن بالعدد ، برغم صعوبة البقاء ، والصحراء تمتلك الكنوز مع شح في الموارد وأهمها الماء ، الرمال الذهبية تكتنز الثروة و العطاء ، ولكنها قد تغضب وتتحرّك فتطمر كل مَن أراد العبث والكبرياء ، القوة مطلب ولكنها لإرساء العدل ، والضعف مهرب ولكنه مدعاة للذل ، وانتقال المكوّن من حالة إلى حالة أفضل ارتقاء ، وقالوا قديمًا :”الصديق وقت الضيق ” ، وربما يغدر ، والغدر صفة ذميمة من البعيد ، ومقيتة من القريب ، البحر مالح والنهر عذب ، ولكن البحر يمنح اللحم الطري ، والنهر قد يجف وينتهي ، في البحور المتلاطمة قد تغرق أعتى السفن وأعظم البواخر ، فيكفي لرؤية البحر على حقيقته مرور بعض الرياح الغاضبة ، البنيان القوي درع و منعة من الضرر ، وحائط صد لأي عدوان محتمل ، البحث عن الاستقرار والتكتل والاحتراز من أسباب الحفاظ على المصير ، إذًا فلا غرابة إذا أقلع جبل “طويق” لمعانقة “سور الصين العظيم ” .

Related Articles

2 Comments

  1. جزاك الله خيرا الجبال الراسيات كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا …

  2. مقال عميق . على طريقة المتناقضات يأخذنا لعمق الفكرة وحكمة الله في خلقة وفية دلالة على همة المتفائل .. في تحقيق أهدافه بإذن الله بالطموح والرؤية والعمل والإنجاز. شكراً دكتور نايف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button